كأي صباح في غزة
يتكفلُ الأطفالُ بجمع جُثثت أصدقائهم
التي تمزقت اثر غارة حدثت قبل سويعات في الصباح الباكر
الدماء تُغرق الأرجاء
,, والموت يحاصر الجميع
والأشلاء تجدها في كل مكان تحت الأنقاض وفوقها
وفي البيوت وعلى الأرصفة وفي ممرات المدرسة
..وكأي ليل في غزه
غَدت غزة تستضيء مساءاً برُوح الشهداء وحُزن اليتامى وهُموم الثَكالى
ودعاء الباكيين
! غزة مدرسة للعِزة
هُناك تتعلم أن الرجولة ليست شيء مرتبط بالسِن
هُناك تكتشف أن النخوة جمعت أشلاءها من جميع الأقطار
واطمئنت في غزة وبصقت الجميع على رصيف الذل
ومن هناك ستعرف أيضا أن غزة اُبتليت باليهود
لأن القدر كان يعرف تماماً أن فيها رجال ولا خوف عليها
هُناك تتعلم أن الموت أمرٌ الحصول عليه أسهل من ارتداء حذاء
أو حتى خلعه ورميه على وجه أحد الرؤساء
الموت هُناك أسهل من كل شيء فهو أسهل من شرب قطرة ماء
ومن إلقاء نظرة إلى السماء وأسهل من الحديث ومن الصمت أيضا
والحياة هُناك أصعب بكثير من كل ما يخطر ببالك
الجميع يعرف في غزة أن الموت يحتضنهم وأنهم إذا تنفسوا اليوم
ربّما لن يجدوا غداً متنفساً يضعون فيه وجههم وربما تصعد روحهم
كـ رُوح جديدة تمتزجُ بسماء غَزة لتبقى مُحصنة بالأرواح لا تَفنى ولا تَمُوت